اهلا ومرحبا بكم فى منتديات الشاعر الاسلاميه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اهلا ومرحبا بكم فى منتديات الشاعر الاسلاميه

لا اله الا الله سيدنا محمد رسول الله
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
DaRsH ELsHaeR
مدير منتديات الشاعر نت
مدير منتديات الشاعر نت
DaRsH ELsHaeR


عدد الرسائل : 676
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 15/11/2007

المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد Empty
مُساهمةموضوع: المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد   المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد I_icon_minitimeالخميس مايو 15, 2008 8:30 am

المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد Besmelah


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،


{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا * قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً }([1]) , {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً }([2]) {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }([3]) {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }([4]){ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }([5])



وبعد: لقد منَّ الله تعالى على الأمة المحمدية بأن أنزل عليهم القرآن الكريم أعظم كتبه والمهيمن عليها, فهو المصدر الأساسي لهذا الدين والنبع الصافي الذي تستمد منه الأمة منهجها وقوتها وحياتها وقوامها ووحدتها.لذا تمنيت أن يكون في هذا المنتدى المبارك تفسير لكتاب الله تعالى. ولما وجدت أحد الأخوة بدأ بذلك ولم يتم ما بدأ به حاولت أن أقوم بذلك قدر جهدي راجيًا من الله تعالى القبول والنفع.وأسأله سبحانه التوفيق والسداد.إنه ولي ذلك والقادر عليه .

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
...............................................
[1] - سورة الكهف:الآيتان 1-2
[2] - سورة الفرقان:الآية 1
[3] - سورة البقرة: الآية 2
[4] - سورة فصلت: الآية 42
[5] - سورة يوسف: الآية 111
.....................

و سنبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه باستعراض تفسير القرآن الكريم بادئين في القرآن بسورة النّاس باتجاه البقرة والفاتحة .



سورة الناس

{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)}

*بين يدي السورة :

مكية / مدنية : مكية
الترتيب في المصحف : 114(الأخيرة)
الترتيب في النزول : 21
عدد آياتها : 6
عدد كلماتها : 20
عدد حروفها : 80

* سبب النزول: لا يوجد.

* من فضائل السورة:

1- روى البخاري بسنده عَنْ عَائِشَةَ:أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ }وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ".
2- وفي الصحيحين:عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه، وأمسح بيده عليه، رجاء بركتها".
3- روى الترمذي عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ:
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ آيَاتٍ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } إِلَى آخِرِ السُّورَةِ وَ { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } إِلَى آخِرِ السُّورَةِ".
قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
4- وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" يا عقبة بن عامر ألا أعلمك سورا ما أنزلت في التوارة و لا في الزبور و لا في الإنجيل و لا في الفرقان مثلهن ، لا يأتين عليك ليلة إلا قرأتهن فيها : ( قل هو الله أحد ) و ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) ".رواه أحمد: "وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 859
5- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اقرأ يا جابر. فقلت : وما أقرأ بأبي أنت وأمي؟ قال: ( قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) فقرأتهما, فقال: اقرأ بهما ولن تقرأ بمثلهما ".
رواه النسائي وابن حبان في صحيحه .
6- عن أبي سعيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من أعين الجان وعين الإنسان، فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما، وترك ما سواهما". رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة، وقال الترمذي: حديث حسن.

* التفسير:

{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) }
قل أعوذ وأعتصم وأستجير برب الناس، القادر وحده على ردِّ شر الوسواس.
ويستفاد من ذلك أن ذكر الله تعالى مطردة للشيطان.
........................
{ مَلِكِ النَّاسِ (2) }
ملك الناس: المتصرف في كل شؤونهم، الغنيِّ عنهم.
..............................
{ إِلَهِ النَّاسِ (3) }أي:معبود الناس الذي لا معبود بحق سواه.فالإله هو المعبود كما قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ }[الزخرف 84] أي: معبود.

فائدة :قال الشوكاني في تفسيره:
الربّ قد يكون مَِلكاً ، وقد لا يكون مَلكاً ، كما يقال ربّ الدار ، وربّ المتاع ، ومنه قوله : { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أَرْبَاباً مّن دُونِ الله } [ التوبة : 31 ] فبين- عزّ وجلَّ- أنه مَلك الناس . ثم الملك قد يكون إلها ، وقد لا يكون ، فبيّن أنه إله؛ لأن اسم الإله خاصّ به لا يشاركه فيه أحد ، وأيضاً بدأ باسم الربّ ، وهو اسم لمن قام بتدبيره ، وإصلاحه من أوائل عمره إلى أن صار عاقلاً كاملاً ، فحينئذ عرف بالدليل أنه عبدٌ مملوك ، فذكر أنه ملك الناس . ثم لما علم أن العبادة لازمة له واجبة عليه ، وأنه عبدٌ مخلوق ، وأن خالقه إلهٌ معبود بيّن سبحانه أنه إله الناس ، وكرّر لفظ الناس في الثلاثة المواضع؛ لأن عطف البيان يحتاج إلى مزية الإظهار؛ ولأن التكرير يقتضي مزيد شرف الناس .أهـ
.................................
{ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) }أي: من أذى الشيطان الذي يوسوس عند الغفلة، يتأخر أو يختفي عند ذكر الله تعالى.
وقوله:{ الوسواس } اسم بمعنى الوسوسة ، كالزلزال بمعنى الزلزلة . وأمّا المصدر فوسواس بالكسر كزلزال . والمراد به الشيطان ، سمي بالمصدر كأنه وسوسة في نفسه ، لأنها صنعته وشغله الذي هو عاكف عليه . أو أريد ذو الوسواس.
والوسوسة : هي حديث النفس ، يقال : وسوست إليه نفسُهُ وسوسةً ، أي : حدّثته حديثاً ، وأصلها: الصوت الخفيّ . ومنه قيل : لأصوات الحُلي وسواس ، ومنه قول الأعشى :
تسمع للحلي وسواساً إذا انصرفت ...
ومعنى { الخناس } : كثير الخنس ، وهو التأخر ، يقال خَنَسَ يخنس : إذا تأخر ، ومنه قول العلاء بن الحضرمي يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فإذا دخسوا بالشرّ فاعف تكرّما ... وإن خَنسوا عند الحديث فلا تَسَل
قال مجاهد : إذا ذكر الله خنس وانقبض . وإذا لم يذكر انبسط على القلب .
ووصف الشيطان بالخناس؛ لأنه كثير الاختفاء ، ومنه قوله تعالى : { فَلاَ أُقْسِمُ بالخُنَّس } [ التكوير : 15 ] يعني : النجوم لاختفائها بعد ظهورها.
.............................
{ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) }أي:الذي يبثُّ الشر والشكوك في صدور الناس
...........................
{ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) }

أي:من شياطين الجن والإنس. كما قال سبحانه : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ ٱلإِنْسِ وَٱلْجِنِّ }[ الأنعام : 112 ].


أما شيطان الجنّ ، فيوسوس في صدور الناس ، وأما شيطان الإنس ، فوسوسته في صدور الناس أنه يرى نفسه كالناصح المشفق ، فيوقع في الصدر من كلامه الذي أخرجه مخرج النصيحة ما يوقع الشيطان فيه بوسوسته .
قال الحسن : أما شيطان الجنّ ، فيوسوس في صدور الناس ، وأما شيطان الإنس ، فيأتي علانية . وقال قتادة : إن من الجنّ شياطين ، وإن من الإنس شياطين.
ولا شك أن شياطين الإنس ، أشد فتكا وخطرًا من شياطين الجن ، فإن شيطان الجن يخنس بالإستعاذة ، وشيطان الإنس يزين لصاحبه الفواحش ، ويغريه بالمنكرات ، ولا يثنيه عن عزمه شيء ، والمعصوم من عصمه الله تعالى.فنعوذ بالله من شياطين الجنّ والإنس.
وللآية تفسيرٌ آخر:وهو أن يكون قوله(من الجنة والناس) يتعلق بقوله(يوسوس) فيكون المعنى:الوسواس الذي يوسوس في صدور الناس جِنَّتهم وناسهم ، فسمى الجن هاهنا ناساً ، كما سمَّاهم رجالاً في قوله تعالى { يعوذُون برجال من الجن } [ الجن : 6 ] وسماهم نفراً بقوله تعالى : { استَمَعَ نفر من الجن } [ الجن : 1 ] هذا قول الفراء . وعلى هذا القول يكون الوسواس موسوساً للجن ، كما يوسوس للإنس .

* البلاغه :
تضمنت السورة الكريمة وجوهًا من البديع والبيان نوجزها فيما يلي :
1 - الإضافة للتشريف والتكريم [ أعوذ برب الناس ] وفي الآيتين بعدها.
2- الإطناب بتكرار الاسم [ رب الناس ، ملك الناس ، إله الناس ] زيادة قي التعظيم لهم ، والاعتناء بشأنهم ، ولو قال " ملكهم ، إلههم " لما كان لهم هذا الشأن العظيم.
3- الطباق بين [ الجنة ] و[ الناس ] .
4- جناس الاشتقاق [ يوسوس . . والوسواس ] ثم ما في السورة من الجرس الموسيقي ، الذي يفضل الألحان بعذوبة البيان ، وذلك من خصائص القرآن.
*** تمت بحمد الله ***


عدل سابقا من قبل DaRsH ELsHaeR في الخميس مايو 15, 2008 8:41 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elshaernet.yoo7.com
DaRsH ELsHaeR
مدير منتديات الشاعر نت
مدير منتديات الشاعر نت
DaRsH ELsHaeR


عدد الرسائل : 676
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 15/11/2007

المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد   المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد I_icon_minitimeالخميس مايو 15, 2008 8:31 am

المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد Besmelah


سورة الفلق

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)}

* *بين يدي السورة :


مكية / مدنية : مكية
الترتيب في المصحف : 113
الترتيب في النزول : 20
عدد آياتها : 5
عدد كلماتها : 23
عدد حروفها : 71

* سبب النزول:لا يوجد.

* من فضائل السورة: نفس الأحاديث السابق ذكرها في فضائل سورة الناس.

* التفسير:
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) }قل : أعوذ وأعتصم وأستجير برب الفلق، والفلق هو الصبح.
قال القرظي، وابن زيد، وابن جرير: وهي كقوله تعالى: { فَالِقُ الإصْبَاحِ } [ الأنعام : 96 ] .
.................................
{ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) }من شر جميع المخلوقات وأذاها.
..................................
{ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) }أي: من شر ليلٍ شديد الظلمة إذا دخل وتغلغل، وما فيه من الشرور والمؤذيات.
وقال البعض:الغاسق إذا وقب هو القمر لما رواه أحمد والنسائي والترمذي وصححه :عن أبي سلمة قال: قالت عائشة، رضي الله عنها: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، فأراني القمر حين يطلع، وقال: "تَعوَّذِي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب".
قال أصحاب القول الأول -وهو أنه الليل إذا دخل -: هذا لا ينافي قولنا؛ لأن القمر آيةُ الليل، ولا يوجد له سلطان إلا فيه، فهو يرجع إلى ما قلناه، والله أعلم.
........................................
{ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) }ومن شر الساحرات اللاتي ينفخن فيما يعقدن من عُقَد بقصد السحر.
فقوله{ النفاثات } كما قال ابن قتيبة : هن السواحر ينفثن . أي : يَتْفُلن إذا سحرن ، ورَقَيْن . قال الزجاج : يَتْفُلْنَ بلا ريق . وقال ابن الأنباري : قال اللغويون : تفسير نَفَثَ : نَفَخَ نفخاً ليس معه ريق ، ومعنى تفل : نفخ نفخاً معه ريق . قال ذو الرُّمَّة :
ومن جَوْفِ ماءٍ عَرْمَضُ الحَوْلِ فَوْقَهُ ... متى يَحْسُ منه مائِحُ القومِ يَتْفُلِ
......................................
{ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) }ومن شر حاسدٍ مبغضٍ للناس إذا حسدهم على ما وهبهم الله من نعم، وأراد زوالها عنهم، وإيقاع الأذى بهم.
والحَسَد : أخس الطبائع . وأولُ معصية عُصِيَ اللهُ بها, في السماء حَسَدُ إبليس لآدم ، وفي الأرض حَسَدُ قابيلَ هَابيلَ.
وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد: أن جبريل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اشتكيت يا محمد؟ فقال: "نعم". فقال: بسم الله أرْقِيك، من كل داء يؤذيك، ومن شر كل حاسد وعين، الله يشفيك"ولعل هذا كان من شكواه- صلى الله عليه وسلم- حين سُحر، ثم عافاه الله تعالى وشفاه، ورد كيد السحرَة الحسَّاد من اليهود في رءوسهم، وجعل تدميرهم في تدبيرهم، وفضحهم.


* البلاغة :

تضمنت السورة الكريمة وجوها من البديع والبيان نوجزها فيما يلي :
1- الجناس الناقص بين [ فلق ] و[ خلق].
2- الإطناب بتكرار الاسم [ شر ] مرات في السورة [ من شر ما خلق ] [ ومن شر غاسق ] [ ومن شر النفاثات ] [ ومن شر حاسد ] تنبيها على شناعة هذه الأوصاف.
3- ذكر الخاص بعد العام للاعتناء بالمذكور [ من شر ما خلق ] فإنه عموم يدخل تحته شر الغاسق ، وشر النفاثات ، وشر الحاسد.
4- جناس الاشتقاق بين [ حاسد ] و[ حسد].
5- توافق الفواصل مراعاة لرءوس الآيات.
*** تمت بحمد الله ***


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elshaernet.yoo7.com
DaRsH ELsHaeR
مدير منتديات الشاعر نت
مدير منتديات الشاعر نت
DaRsH ELsHaeR


عدد الرسائل : 676
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 15/11/2007

المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد   المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد I_icon_minitimeالخميس مايو 15, 2008 8:32 am

المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد Besmelah





سورة الإخلاص

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)}

* بين يدي السورة:

مكية / مدنية: مكية.
الترتيب في المصحف: 112
الترتيب في النزول: 22
عدد آياتها: 4
عدد كلماتها: 15
عدد حروفها: 47


* سبب النزول:

لا يوجد.وما ورد في ذلك لم يصح مسندًأ.
وقد ذكر المفسرون في سبب نزولها ثلاثة أقوال .
أحدها : أن المشركين قالوا : يا محمد انسب لنا ربك ، فنزلت هذه السورة ، قاله أُبَيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني : أن عامر بن الطفيل قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إلام تدعونا يا محمد؟ قال : إلى الله عز وجل . قال : صفه لي ، أمن ذهب هو ، أو من فضة ، أو من حديد ، فنزلت هذه السورة ، قاله ابن عباس .
والثالث : أن الذين قالوا هذا ، قوم من أحبار اليهود قالوا : من أي جنس هو ، وممن ورث الدنيا ، ولمن يورِّثها؟ فنزلت هذه السورة ، قاله قتادة.

* من فضائل السورة:

1- عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ فَسَأَلُوهُ فَقَالَ لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ" . متفق عليه.
2- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي أُحِبُّ هَذِهِ السُّورَةَ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنةَ ".[صحيح:رواه أحمد والدارمي وابن حبان وغيرهم] 3- و روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ:أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ }وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ"

4- وفي صحيح البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَقَالُوا أَيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ الْقُرْآنِ".ورواه مسلم عن أبي الدرداء.
وروى البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ:أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يُرَدِّدُهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ".
وروى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فَقَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ حَتَّى خَتَمَهَا ".
وذكر العلماء في كونها (تعدل ثلث القرآن )قولان : الأول:إن علوم القرآن ثلاثة : " توحيد ، وأحكام ، وقصص " وقد اشتملت هذه السورة على التوحيد ، فهي ثلث القرآن بهذا الاعتبار .
الثاني: إن ذلك في الثواب أي لمن قرأها من الأجر مثل أجر من قرأ ثلث القرآن ، والله أعلم.


* التفسير:

{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) }قل: هو الله المتفرد بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات، لا يشاركه أحد فيها.
ولا تُطلق على أحدٍ في الإثبات إلا على الله، عز وجل؛ لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله.

{ اللَّهُ الصَّمَدُ (2) }
أي: السيد الذي يُصمد إليه في الأمور ، ويُقصد في الحوائج والرغائب.
وللمفسرين في معنى «الصمد» عدة أقوال :
أحدها : أنه السيِّد الذي يُصْمَدُ إليه في الحوائج ، رواه ابن عباس . وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : الصمد : السيد الذي قد كمل في سؤْدُدِه . قال أبو عبيدة : هو السيد الذي ليس فوقه أحد . والعرب تسمي أشرافها : الصَّمد . قال الأسدي :
لَقَدْ بَكَّرَ النَّاعي بِخَيْريْ بَني أَسَدْ ... بعمرو بن مَسْعودٍ وبالسَّيدِ الصَّمَدْ
وقال الزجاج : هو الذي ينتهي إليه السُّؤدُد ، فقد صمد له كل شيء وقال ابن الأنباري : لا خلاف بين أهل اللغة أن الصمد : السيد الذي ليس فوقه أحد يصمد إليه الناس في أمورهم وحوائجهم .
والثاني: هو الذي لم يلد ولم يولد. قاله الربيع بن أنس وكأنه جعل ما بعده وهو قوله تعالى: { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } تفسيرًا له، وهو تفسير جيد.
والثالث : أنه الذي لا جوف له ، قاله ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد ، وابن جبير ، وعكرمة ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي . .
و الرابع: أنه الدائم .
و الخامس : الباقي بعد فناء الخلق ، حكاهما الخطابي وقال : أصح الوجوه الأول.
.......................
{ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) }
أي: ليس له ولد ولا والد.
وذلك أن مشركي العرب قالوا : الملائكة بناتُ الله. وقالت اليهود : عُزَيْرٌ ابن الله ، وقالت النصارى : المسيحُ ابن الله ، فبرَّأ الله تعالى نفسه من ذلك . وردَّ على الجميع ، في أنه ليس له ولد ، لأن الولد لابد أن يكون من جنس والده ، والله تعالي ليس كمثله شيء ، فلا يمكن أن يكون له ولد ، ولأن الولد لا يكون إلا لمن له زوجة ، والله تعالى ليس له زوجة كما قال تعالى: { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ } [ الأنعام : 101 ] وقال تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ * بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [البقرة:116- 117] و قال الله تعالى: { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا } [ مريم : 88 -95 ] وقال تعالى: { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } [ الأنبياء : 26 ، 27 ]

فائدة: قدّم في الآية ذكر نفي الولد على نفي الوالد للأهمية ، لأجل ما نسبوه إلى الله تعالى من الولد، ولم يدّع أحد أن له والداً ، فلهذا السبب بدأ بالأهمّ

..........................
{ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) }أي: ولم يكن له مماثلا ولا مشابهًا أحدٌ من خلقه، لا في أسمائه ولا في صفاته، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى وتقدَّس.كما قال تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }[الشورى11]

و قرأ الأكثرون (كُفُواً ) بالتثقيل والهمز . ورواه حفص بالتثقيل وقلب الهمز واواً . وقرأ حمزة بسكون الفاء . والكفء : النظير والشبيه قال أبو عبيدة : يقال : كفو ، وكفء ، وكفاء كلها بمعني واحد وهو المثل والنظير. . وفي الآية تقديم وتأخير إذ تقديرها : ولم يكن له أحدٌ كُفُوَاً ، فقدَّم وأخرَّ لتتفق رؤوس الآيات.

وفي صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله، إنهم يجعلون له ولدًا، وهو يرزقهم ويعافيهم" .
وفي صحيح البخاري: عن أبي هُرَيرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله، عز وجل: كذَّبني ابنُ آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يُعيدَني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليَّ من إعادته. وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدًا. وأنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد".
فائدة:قال الصابوني في تفسيره:

هذه السورة الكريمة مؤلفة من أربع آيات ، وقد جاءت في غاية الإيجاز والإعجاز ، وأوضحت صفات الجلال والكمال ، ونزهت الله جل وعلا عن صفات العجز والنقص ، فقد أثبتت الآية الأولى الوحدانية ونََفت التعدد [ قل هو الله أحد ] وأثبتت الثانية كماله تعالى ونَفت النقص والعجز [ الله الصمد ] وأثبتت الثالثة أزليته وبقاءه ونََفت الذرية والتناسل [ لم يلد ولم يولد ] وأثبتت الرابعة عظمته وجلالة ونَفت الأنداد والأضداد [ ولم يكن له كفوا أحد ] فالسورة إثبات لصفات الجلال والكمال ، وتنزيه للرب بأسمى صور التنزيه عن النقانص والقبائح.
ـــــــــــــــ
* البلاغة: 1- ذكر الاسم الجليل بضمير الشأن [ قل هو ] للتعظيم والتفخيم.
2- تعريف الطرفين [ الله الصمد ] لإفادة التخصيص.
3- الجناس الناقص [ لم يلد ] [ ولم يولد ] لتغير الشكل وبعض الحروف.
4- التجريد فإن قوله تعالى [ قل هو الله أحد ] يقتضي نفي الكفء والولد ، وقوله [ ولم يكن له كفوًا أحد ] هو تخصيص الشيء بالذكر بعد دخوله في العموم ، وذلك زيادة في الإيضاح والبيان.
5-السجع المرصع وهو من المحسنات البديعية [ قل هو الله أحد*الله الصمد ].

******



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elshaernet.yoo7.com
DaRsH ELsHaeR
مدير منتديات الشاعر نت
مدير منتديات الشاعر نت
DaRsH ELsHaeR


عدد الرسائل : 676
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 15/11/2007

المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد   المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد I_icon_minitimeالخميس مايو 15, 2008 8:33 am

المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد Besmelah


سورة المسد:

{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بين يدي السورة:

مكية / مدنية: مكية
الترتيب في المصحف:111
الترتيب في النزول:6
عدد آياتها:5
عدد كلماتها:29
عدد حروفها:81
ــــــــــــــــ
* سبب النزول:

روى البخاري عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى البطحاء، فصعد الجبل فنادى: "يا صباحاه". فاجتمعت إليه قريش، فقال: "أرأيتم إن حَدثتكم أن العدوّ مُصبحكم أو مُمْسيكم، أكنتم تصدقوني؟ ". قالوا: نعم. قال: "فإني نذيرٌ لكم بين يدي عذاب شديد". فقال أبو لهب: ألهذا جمعتنا؟ تبًّا لك. فأنزل الله تعالى: { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } إلى آخرها. .
وفي رواية: فقام ينفض يديه، وهو يقول: تبًّا لك سائر اليوم. ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله تعالى: { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ }.
ـــــــــــــــــــــ
* التفسير:

{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) }
أي:خسرت يدا أبي لهب وشقي وهلك بإيذائه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تحقق خسران أبي لهب.
ومعنى {تبت} : خسرت , { وتب } أي : وخسر هو . فالفعل الأول : دعاء ، والثاني : خبر . كما يقول الرجل : أهلكه الله وقد هلك . والتباب: هو الخسران والهلاك.
وقيل : ذَكَر يديه ، والمراد: جميعه- وعَبَّر عنها باليدين مجاز لأن أكثر الأفعال تُزاول بهما،وذلك على عادة العرب إذ يُعبِّرون ببعض الشيء عن جميعه ، كقوله تعالى : { ذلك بما قدَّمت يداك } [ الحج : 10 ]


………..………………..
{ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) }
أي :لم يغن عنه ماله وولده وسائر ما كَسَبه شيئًا حين حل به الهلاك والعذاب .وذلك على اعتبار ( ما) نافية .
وقيل : المراد بكسبه هاهنا : ولده . ولا شك أن الولد من كسب أبيه.كما في الحديث الصحيح الذي أخرجه أحمد وأصحاب السنن عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِه,ِ وَإِنَّ وَلَدَهُ مِنْ كَسْبِهِ ".
وجوّز البعض أن تكون(ما) استفهامية. ويكون المعنى:أي شيءٍ أغنى عنه؟ وأي شيءٍ كسب؟.

…………………………..
{ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) }
أى: سيدخل نارًا متأججة، هو وامرأته التي كانت تحمل الشوك، فتطرحه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأذيَّته.
وللعلماء في قوله تعالى : { حمَّالة الحطب } أقوال :أحدهما : أنها كانت تمشي بالنميمة ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، والسدي ، والفراء . والعرب تقول : فلان يحطب على فلان : إذا نَمَّ به ، ومنه قول الشاعر :
إن بني الأدرم حمالوا الحطب ... هم الوشاة في الرضا والغضب.
وقال ابن قتيبة : فشبَّهوا النميمة بالحطب ، والعداوة والشحناء بالنار ، لأنهما يقعان بالنميمة ، كما تلتهب النار بالحطب .
والثاني : أنها كانت تحتطب الشوك ، فتلقيه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلاً ، رواه عطية عن ابن عباس . وبه قال الضحاك ، وابن زيد .
والثالث : أن المراد بالحطب : الخطايا ، قاله سعيد بن جبير .
والرابع : أنها كانت تُعيِّرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفقر ، وكانت تحتطب فَعُيِّرتْ بذلك ، قاله قتادة . وليس بالقوي ، لأن الله تعالى وصفه بالمال .

فائدة: قوله تعالى{ سيصلى ناراً ذات لهب } :يدل على أن أبا لهب- وهو أحد أعمام النبي صلى الله عليه وسلم واسمه عبد العزى- سيصلى نارًا ذات شرر ولهيب وإحراق شديد , هو وزوجته ، وهي أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان . وفي هذا دلالة على صحة نُبوَّة نبينا عليه الصلاة والسلام ، لأنه أخبر بهذا المعنى أنَّ أبا لهب وزوجته يموتان على الكفر ، فكان كذلك . إذ لو قالا بألسنتهما : قد أسلمنا ، لوجد الكفار مطعنًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، غير أن الله علم أنهما لا يسلمان باطناً ولا ظاهراً ، فأخبره بذلك .…………………………….
{ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) }
أي: في عُنقها حَبلٌ محكم الفَتْلِ مِن ليفٍ شديدٍ خشن، تُرْفَع به في نار جهنم، ثم تُرْمى إلى أسفلها.
والجيد : العُنُق . والمَسَدُ في لغة العرب : الحَبْل إذا كان من ليف المُقْل .
وقال ابن قُتيبة : المَسَد عند كثير من الناس : اللِّيف دون غيره ، وليس كذلك ، إنما المسد : كُلُّ ما ضُفِرَ وفُتِل من اللِّيف وغيره.
وقيل المراد بهذا الحبل : السلسلة التي ذكرها الله تعالى في النار ، طولها سبعون ذراعاً ، والمعنى : أن تلك السلسلة قد فتلت فتلاً مُحْكَماً ، فهي في عنقها تعذَّب بها في النار.
وقال سعيد بن المسيب: كانت لها قلادة فاخرة فقالت: لأنفقنها في عداوة محمد، يعني: فأعقبها الله بها حبلاً في جِيدها من مَسَد النار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* القراءات:

1- قرأ الجمهور : { لَهَب } بفتح اللام ، والهاء . وقرأ مجاهد ، وحميد ، وابن كثير وابن محيصن:{لَهْب} بإسكان الهاء ، واتفقوا على فتح الهاء في قوله : { ذَاتَ لَهَبٍ }
2- قرأ الجمهور : { سَيَصْلَى } بفتح الياء ، وإسكان الصاد ، وتخفيف اللام ، أي : سَيَصْلىَ هو بنفسه ، وقرأ أبو رجاء ، وأبو حيوة ، وابن مقسم ، والأشهب العقيلي ، وأبو السماك ، والأعمش ، ومحمد بن السميفع : {سَيُصَلَّى} بضم الياء ، وفتح الصاد ، وتشديد اللام. ورويت هذه القراءة عن ابن كثير ، والمعنى سيصليه الله.
3- قرأ عاصم { حمَّالةَ } بالنصب على الذم أو على أنها حال من امرأته , وقرأها الجمهور بالرفع على الخبرية أو على أنها نعت (صفة) لامرأته.
قال الزجاج : من نصب «حمالةَ» فعلى الذَّم . والمعنى : أعني : حمالةَ الحطب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* البلاغة:

تضمنت السورة الكريمة وجوها من البديع والبيان نوجزها فيما يلي :
1- المجاز المرسل [ يدا أبى لهب ] أطلق الجزء وأراد الكل أي هلك أبو لهب.
2-الجناس بين [ أبى لهب ] وبين قوله [ نارا ذات لهب ] فالأول كُنية ، والثاني وصف للنار.
3- الكُنْية للتصغير والتحقير [ أبا لهب ] فليس المراد بالكُنية تكريمه بل تشهيره ، كأبي جهل .
4- الاستعارة اللطيفة [ حمالة الحطب ] مستعار للنميمة وهي استعارة مشهورة قال الشاعر : " ولم يمش بين الحي بالحطب الرطب.
5-الاختصاص بالنصب على الشتم والذم [ وامرأتُه حمالةَ الحطب ] أي أخص بالذم حمالةَ الحطب ، وهذا من أساليب العرب ، ينصبون المفعول على المدح ، أو الذم .
6- توافق الفواصل مراعاة لرءوس الآيات ، وهو من المحسنات البديعية (لهب ، كسب ، حمالة الحطب ) إلى آخره.
.................................................. .................................................
* فائدة: أخرج ابن أبي حاتم ، وأبو زرعة عن أسماء بنت أبي بكر ، قالت : «لما نزلت : { تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ } أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة ، وفي يدها فهر ، وهي تقول :
مُذممًا أبَيْنا ... ودينه قلَيْنا... وأمره عصينا
ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد ، ومعه أبو بكر ، فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله قد أقبلت ، وأنا أخاف أن تراك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنها لن تراني " وقرأ قرآناً اعتصم به ، كما قال تعالى : { وَإِذَا قَرَأْتَ القرءان جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة حِجَابًا مَّسْتُورًا } [ الإسراء : 45 ] فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر ، ولم تر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا أبا بكر إني أُخبرت أن صاحبك هجاني ، قال : لا ، وربّ البيت ما هجاك , فَوَلَّت وهي تقول : قد علمت قريش أني ابنة سيدها . وأخرجه البزار بمعناه عن ابن عباس ، وقال : لا نعلمه يروى بأحسن من هذا الإسناد .

*****تمت بحمد الله*****
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elshaernet.yoo7.com
DaRsH ELsHaeR
مدير منتديات الشاعر نت
مدير منتديات الشاعر نت
DaRsH ELsHaeR


عدد الرسائل : 676
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 15/11/2007

المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد   المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد I_icon_minitimeالخميس مايو 15, 2008 8:34 am


سورة النصر
{ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)}

* بين يدي السورة:

مكية / مدنية:مدنية
الترتيب في المصحف:110
الترتيب في النزول:114
عدد آياتها:3
عدد كلماتها:19
عدد حروفها:79

ــــــــــــــــــــــ
* سبب النزول:لا يوجد
ـــــــــــــــــــــــــ
* من فضائل السورة:
1- ورد في بعض الروايات أنها تعدل ربع القرآن.وفيها ضعف, منها ما أخرجه أحمد عن سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) رُبُعُ الْقُرْآنِ و(َإِذَا زُلْزِلَتْ الْأَرْضُ) رُبُعُ الْقُرْآنِ وَ(إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ ) رُبُعُ الْقُرْآنِ". ولكن حسَّن الترمذي إحدى هذه الروايات.

2- وروى الإمام أحمد: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ:
لَمَّا أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ }كَانَ يُكْثِرُ إِذَا قَرَأَهَا, وَرَكَعَ , أَنْ يَقُولَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ, ثَلَاثًا."
ــــــــــــــــــــ
* التفسير:
{ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) }
المعنى:إذا تمَّ لك - أيها الرسول- النصر على كفار قريش، وتم لك فتح "مكة". وقد روى البخاري في صحيحه عن عمرو بن سلمة قال: لما كان الفتح بادر كل قوم بإسلامهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت الأحياء تَتَلَوّمُ بإسلامها فتح مكة، يقولون: دعوه وقومه، فإن ظهر عليهم فهو نبي...الحديث.
. وقيل المقصود بالنصر: نصره على من قاتله من الكفار عمومًا . والفتح : هو فتح سائر البلاد . وقيل : هو ما فتحه الله عليه من العلوم.
ومعنى النصر : العون ، يقال: نصره على عدوّه ينصره نصراً : إذا أعانه . والاسم النصرة, وهو مأخوذ من قولهم : قد نصر الغيثُ الأرضَ : إذا أعان على نباتها ، ومنع من قحطها ، ومنه قول الشاعر :
إذا انصرف الشهر الحرام فودّعي ... بلاد تميم وانصري أرض عامر.
وعَبَّر- في الآية- عن حصول النصر والفتح بالمجيء للإيذان بأنهما متوجهان إليه صلى الله عليه وسلم .
..................................
{ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) }
ورأيت الكثير من الناس يدخلون في الإسلام جماعات جماعات.
قال الحسن : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قالت العرب : أما إذ ظفر محمد بأهل الحرم ، وقد أجارهم الله من أصحاب الفيل ، فليس لكم به يدان فدخلوا في دين الله أفواجاً.
......................................
{ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) }
قوله{ فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ } هو جواب الشرط ، والتقدير : فسبح بحمد ربك إذا جاء نصر الله والفتح .
والمعنى:إذا وقع ذلك فتهيأ للقاء ربك بالإكثار من التسبيح بحمده والإكثار من استغفاره، فإنه عزّ وجلَّ توابٌ رحيم يتوب على المسبحين والمستغفرين .
ومعنى (توَّاب): أنه يعود على عبده بفضله ومغفرته إذا تاب إليه من ذنبه، وكلمة(توّاب) من صيغ المبالغة ، وفيها دلالة على أنه سبحانه مبالغ في قبول توبة التائبين.
والأمر بالاستغفار محمول على استغفاره صلى الله عليه وسلم من ترك ما هو الأولى .وقد كان صلى الله عليه وسلم – مع أنه أعبد الناس لله تعالى- يرى قصوره عن القيام بحق الله ، ويكثر من الاستغفار والتضرّع ، وإن كان قد غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر . وقيل : إن الاستغفار منه صلى الله عليه وسلم ومن سائر الأنبياء هو تعبد تعبدهم الله به ، لا لطلب المغفرة لذنب كائن منهم . وقيل : إنما أمره الله سبحانه بالاستغفار تنبيهاً لأُمَّته ، وتعريضاً بهم فكأنهم هم المأمورون بالاستغفار .
وفي الصحيحين وغيرهما عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" يتأول القرآن. وفي روايةٍ:قَالَتْ:
مَا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً بَعْدَ أَنْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ إِلَّا يَقُولُ فِيهَا: سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي".

. قال المفسرون : نُعِيَتْ إلى النبي صلى الله عليه وسلم نفسُهُ بنزول هذه السورة ، وأُعْلِم أنه قد اقترب أجله ، فأُمر بالتسبيح والاستغفار ليختم له عمره بالزيادة في العمل الصالح . قال ابن عباس : إذا جاء نصر الله والفتح : داعٍ من الله ، وَوَدَاع من الدنيا.
وعن ابن عمر: أن هذه السورة أُنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق بمنى وهو في حجة الوداع { إذا جاء نصر الله والفتح} حتى ختمها فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه الوداع.
وفي صحيح البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:
كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِمَ تُدْخِلُ هَذَا الْفَتَى مَعَنَا وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ فَقَالَ إِنَّهُ مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ قَالَ فَدَعَاهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ وَدَعَانِي مَعَهُمْ قَالَ وَمَا رُئِيتُهُ دَعَانِي يَوْمَئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ مِنِّي فَقَالَ مَا تَقُولُونَ فِي
{ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا }
حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ :أُمِرْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ إِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا . وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا نَدْرِي. أَوْ لَمْ يَقُلْ بَعْضُهُمْ شَيْئًا , فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَكَذَاكَ تَقُولُ؟ قُلْتُ :لَا .قَالَ: فَمَا تَقُولُ؟ قُلْتُ : هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَهُ اللَّهُ لَهُ { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } فَتْحُ مَكَّةَ فَذَاكَ عَلَامَةُ أَجَلِكَ:{ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا }قَالَ عُمَرُ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ ".
.....................................


* البلاغة :
تضمنت السورة الكريمة وجوها من البديع والبيان نوجزها فيما يلى :
1- ذكر الخاص بعد العام [ نصر الله والفتح ] نصر الله يشمل جميع الفتوحات فعطف عليه [ فتح مكة ] تعظيمًا لشأن هذا الفتح واعتناءً بأمره.
2- إطلاق العموم وإرادة الخصوص [ ورأيت الناس ] لفظ الناس عام والمراد به العرب ، سكان الجزيرة العربية.
3- الإضافة للتشريف [ يدخلون في دين الله ] أضافه إليه تشريفا وتعظيما ، كبيت الله ، وناقة الله ، لأنه الدين الحق.
4- صيغة المبالغة [ إنه كان توابا ] لأن صيغة " فعال " للمبالغة.

فائدة: (كفَّارة المَجْلِس) عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « مَن جَلَسَ في مجلسٍ كَثر فيه لَغَطه ، ثم قال قَبْلَ أن يقوم : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك ، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك »رواه ابن حبان والحاكم وصححه. [ اللغط : صوت وضجة لا يفهم معناها].

***تمت بحمد الله***

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elshaernet.yoo7.com
DaRsH ELsHaeR
مدير منتديات الشاعر نت
مدير منتديات الشاعر نت
DaRsH ELsHaeR


عدد الرسائل : 676
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 15/11/2007

المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد   المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد I_icon_minitimeالخميس مايو 15, 2008 8:35 am

المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد Besmelah


سورة الكافرون

{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)}
ـــــــــــــــــ
بين يدي السورة:

مكية / مدنية:مكية
الترتيب في المصحف:109
الترتيب في النزول:18
عدد آياتها:6
عدد كلماتها:27
عدد حروفها:95
ــــــــــــــــــــ

* سبب النزول: لا يوجد


ـــــــــــــــــ
* من فضائل السورة:

1-روى الطبراني في المعجم الكبير (2/287)،: عن جبلة بن حارثة -وهو أخو زيد بن حارثة-أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أويت إلى فراشك فاقرأ: " قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ " حتى تمر بآخرها، فإنها براءة من الشرك". وقال الهيثمي في المجمع (10/121): "رجاله وثقوا".
2-وفي صحيح مسلم عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهذه السورة، وبـ " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " في ركعتي الطواف.
3- وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) وَ(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ".
4- وروى أحمد و الترمذي- وحسنه- وابن ماجة والنسائي: عن ابن عمر قال: رَمقتُ النبي صلى الله عليه وسلم شهرًا، وكان يقرأ في الركعتين قبل الفجر بـ " قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ " و " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " .

5- عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : "كان النبي صلى الله عليه وسلم « يقرأ في الوتر في الركعة الأولى : (سبح اسم ربك الأعلى) ، وفي الثانية : (قل يا أيها الكافرون) ، وفي الثالثة: (قل هو الله أحد) و(قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس) " رواه الحاكم وقال: « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه »
6- وقد تقدم في الحديث أنها تعدل ربع القرآن. وقد روى الحاكم في المستدرك :عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " (قل يا أيها الكافرون) ربع القرآن " وقال:هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

ـــــــــــــــــــ
* التفسير:

{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) }
قل – يا نبي الله- لمن كفروا بالله ورسوله: يا أيها الكافرون .
وهو يشمل كل كافر على وجه الأرض، وإن كان الخطاب موجهًا لكفار قريش.
وخطابه صلى الله عليه وسلم لهم بلفظ [ يا أيها الكافرون ] ونسبتهم إلى الكفر- وهو يعلم أنهم يغضبون من أن ينسبوا إلى ذلك -دليل على أنه محروس من عند الله ، فهو لا يبالي بهم ولا بطواغيتهم.
ــــــــــــــــ
{ لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) }
لا أعبد ما تعبدون من الأصنام والآلهة الباطلة الزائفة.
وقيل: إن الكفار من جهلهم دَعَوْا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إلى عبادة أوثانهم سنة، ويعبدون معبوده سنة، فأنزل الله هذه السورة، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فيها أن يتبرأ من دينهم بالكلية.
ــــــــــــــــ
{ وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) }
ولا أنتم عابدون ما أعبد من إله واحد، هو الله وحده لا شريك له المستحق للعبادة. و"ما" هاهنا بمعنى "مَن".

ــــــــــــــــ
{ وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) }
ولا أنا عابد ما عبدتم من الأصنام والآلهة الباطلة.
أو المعنى: ولا أعبد عبادتكم، أي: لا أسلكها ولا أقتدي بها، وإنما أعبد الله على الوجه الذي يحبه ويرضاه.
وقوله[ ولا أنا عابد ما عبدتم ] تأكيد لما سبق من البراءة من عبادة الأصنام ، وقطع لأطماع الكفار ، كأنه قال : لا أعبد هذه الأوثان في الحال ولا في الاستقبال ، فأنا لا أعبد ما تعبدونه أبدًا ما عِشت ، لا أعبد أصنامكم الآن ، ولا فيما يستقبل من الزمان.
ـــــــــــــــــ
{ وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) }
ولا أنتم عابدون مستقبلاً ما أعبد. وهذه الآية نزلت في أشخاص بأعيانهم من المشركين، قد عَلِم اللهُ أنهم لا يؤمنون أبدًا.
أو المعنى: أنتم لا تعبدون عبادتنا , ولا تقتدون بأوامر الله وشرعه في عبادته، بل قد اخترعتم شيئًا من تلقاء أنفسكم، كما قال تعالى: { إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى } [النجم : 23]
ـــــــــــــــــ
{ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) }
لكم دينكم الذي أصررتم على اتباعه، ولي ديني الذي لا أبغي غيره.
وقال البخاري: يُقال: { لَكُمْ دِينَكُمْ } الكفر، { وَلِيَ دِينِ } الإسلام. ولم يقل: "ديني" لأن الآيات بالنون، فحذف الياء، كما قال: { فَهُوَ يَهْدِينِ } [الشعراء: 78] و { يَشْفِينِ } [الشعراء:80].
فالآيات تأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يتبرأ من الكافرين في جميع ما هم فيه، فإن العابد لا بد له من معبود يعبده، وعبادة يسلكها إليه، فالرسول وأتباعه يعبدون الله بما شرعه؛ ولهذا كان كلمة الإسلام "لا إله إلا الله محمد رسول الله" أي: لا معبود إلا الله ولا طريق إليه إلا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
والمشركون يعبدون غير الله عبادة لم يأذن بها الله؛ ولهذا قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } كما قال تعالى: { وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ } [يونس:41] وقال: { لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } [القصص: 55]
ـــــــــــــــــــ
* القراءات:
1- قرأ الجمهور في الآية الأخيرة : {لِي} بإسكان الياء , وقرأها نافع ، وهشام ، وحفص ، والبزي { لِيَ } بفتحها .
2- وقرأ الجمهور أيضاً {دينِ} بحذف الياء من {ديني} وقفاً ووصلاً ، وأثبتها نصر بن عاصم ، وسلام ، ويعقوب ، وصلاً ووقفاً . قالوا : لأنها اسم ، فلا تحذف . ويجاب بأن حذفها لرعاية الفواصل سائغ ، وإن كانت اسماً .

ـــــــــــــــــــ
* البلاغة :
تضمنت السورة الكريمة وجوها من البديع والبيان نوجزها فيما يلي :
1- الخطاب بالوصف [ يا أيها الكافرون ] للتوبيخ والتشنيع على أهل مكة.
2- طباق السلب [ لا أعبد ما تعبدون ] فالأول نفى والثاني إثبات.
3- المقابلة بين كلٍ من الجملتين الأوليين [ لا أعبد ما تعبدون ] [ ولا أنتم عابدون ما أعبد ] أي في الحال ، والمقابلة بين الجملتين الأخريين [ ولا أنا عابد ما عبدتم ] [ ولا أنتم عابدون ما أعبد ] أي في الاستقبال . وهو من المحسنات البديعية.
4- توافق الفواصل في الحرف الأخير ، وهو من المحسنات البديعية.
*** تمت بحمد الله ***
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elshaernet.yoo7.com
DaRsH ELsHaeR
مدير منتديات الشاعر نت
مدير منتديات الشاعر نت
DaRsH ELsHaeR


عدد الرسائل : 676
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 15/11/2007

المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد   المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد I_icon_minitimeالخميس مايو 15, 2008 8:37 am

المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد Besmelah


سورة الكوثر

{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}

* بين يدي السورة:

مكية / مدنية: مكية
الترتيب في المصحف: 108
الترتيب في النزول:15
عدد آياتها:3
عدد كلماتها:10
عدد حروفها:42
ــــــــــــــــــ
* سبب النزول:
قيل: نزلت في عقبة بن أبي مُعَيط . وقيل: في العاص بن وائل كما ذكر محمد بن إسحاق، عن يزيد بن رومان قال: كان العاص بن وائل إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: دعوه فإنه رجل أبتر لا عقب له، فإذا هلك انقطع ذكره. فأنزل الله هذه السورة.
وقال ابن عباس وعكرمة: نزلت في كعب بن الأشرف وجماعة من كفار قريش.وهذا هو الصحيح فقد روى الإمام أحمد والبزار - بسند صحيح - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما قدم كعب بن الأشرف مكة قالت قريش: ألا ترى هذا الصنبور المنبتر من قومه؟ يزعم أنه خير منا، ونحن أهل الحجيج، وأهل السدانة، وأهل السقاية! قال: أنتم خير. قال فنزلت : { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ } [الكوثر:3] ونزل: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ } إلى { نَصِيرًا }.
ـــــــــــــــــ
* التفسير:
{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) }
الكوثر : هو الخير الكثير, وهو فوعل من الكثرة وصف به للمبالغة في الكثرة ، والعرب تسمي كل شيء كثير في العدد ، والقدر ، والخطر " كوثرًا " ، قال الشاعر :
وأنا كثير يا ابن مروان طيب... وكان أبوك ابن العقائل كوثرَا

ومعنى الآية:إنا أعطيناك -أيها النبي- الخير الكثير في الدنيا والآخرة كالنبوة والقرآن والحكمة وكثرة الأتباع والشفاعة ونحوها ، ومن ذلك الخير نهر الكوثر في الجنة الذي حافتاه خيام اللؤلؤ المجوَّف، وطينه المسك. فقد أخرج البخاري بسنده عن أبي بشر عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس أنه قال في (الكوثر): هو الخير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بشر: قلت لسعيد بن جبير: فإن ناسًا يَزْعُمون أنه نهر في الجنة؟ فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه".وروى أحمد والترمذي وصححه ، وابن ماجه وغيرهم عن عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ:قَالَ لِي مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ مَا سَمِعْتَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَذْكُرُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْكَوْثَرِ فَقُلْتُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذَا الْخَيْرُ الْكَثِيرُ. فَقَالَ مُحَارِبٌ:سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَقَلَّ مَا يَسْقُطُ لِابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلٌ ,سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: لَمَّا أُنْزِلَتْ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "هُوَ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ حَافَتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ يَجْرِي عَلَى جَنَادِلِ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ, شَرَابُهُ أَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ, وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَنِ ,وَأَبْرَدُ مِنْ الثَّلْجِ, وَأَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ"
قَالَ: صَدَقَ ابْنُ عَبَّاسٍ, هَذَا وَاللَّهِ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ".
وروى البخاري ومسلم عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "
لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّمَاءِ قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى نَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ مُجَوَّفًا, فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ قَال:َ هَذَا الْكَوْثَرُ " وروى البخاري عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَ:سَأَلْتُهَا عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } قَالَتْ: نَهَرٌ أُعْطِيَهُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاطِئَاهُ عَلَيْهِ دُرٌّ مُجَوَّفٌ آنِيَتُهُ كَعَدَدِ النُّجُومِ ".
وقد ورد في صفة الحوض المورود- حوض النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه في أرض المحشر يوم القيامة, وماءه من الجنة من نهر الكوثر إذ يصب منه ميزابان في هذا الحوض , وهو حوض عظيم طوله شهر وعرضه شهر, وآنيته عدد نجوم السماء , يَرِد عليه أهلُ الإيمان من أمة النبي - صلى الله عليه وسلم – ويُطرد عنه من نكص على عقبيه , ومَن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً".نسأل الله تعالى أن نشرب منه شربة لا نظمأ بعدها أبداً بفضله وكرمه.
.......................................
{ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) }
والنحر : الذبح .فالإبل تُنحر، و البقر والغنم تُذبح.
ومعنى الآية: فأخلص لربك صلاتك كلها، واذبح ذبيحتك تقربًا له وحده وعلى اسمه وحده.إذ العبادة بكل صورها لا تُصرف إلاّ لله وحده كما قال تعالى: { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } [الأنعام: 162 ، 163]
وقيل المراد بالآية: صلاة العيد ، ونحر الأضحية. قاله قتادة وعطاء وعكرمة.
وقيل المراد بالنحر في الآية: أن يرفع يديه في الصلاة عند التكبيرة إلى حذاء نحره.

......................................
{ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ (3) }
ومعنى الشأنيء: المبغض , من الشنآن بمعنى العداوة والبغض ، ومنه قوله تعالى : [ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ }[المائدة2] أي بغضهم.

و[ الأبتر ] المنقطع عن كل خير ، من البتر وهو القطع يقال : بترت الشيء يعني قطعته ، والسيف الباتر : القاطع ، ويقال للذي لا نسل له: أبتر لأنه انقطع نسبه.
ومعنى الآية : إن مٌبغِضَك - يا محمد- ومٌبْغِض ما جئتَ به من الهدى والحق والنور المبين، هو الأبتر الأقل المنقطع ذكْرُه. المقطوع من كل خير.
ـــــــــــــــ

* البلاغة : تضمنت السورة الكريمة وجوها من البديع والبيان نوجزها فيما يلي :
1- صيغة الجمع الدالة على التعظيم [ إنَّا أعطيناك ] ولم يقل : أنا أعطيتك.
2- تصدير الجملة بحرف التأكيد الجاري مجرى القسم [ إنَّا ] أي نحن.
3- صيغة الماضي المفيدة للوقوع [ أعطيناك ] ولم يقل سنعطيك لأن الوعد لما كان محققا عبر عنه بالماضي مبالغة ، كأنه حدث ووقع.
4-المبالغة في لفظة [الكوثر].
5- الإضافة للتكريم والتشريف [ فصل لربك ] . والفاء تفيد السرعة.
6- إفادة الحصر [ إن شانئك هو الأبتر ] .
7- المطابقة بين أول السورة وآخرها بين [ الكوثر والأبتر ] فالكوثر الخير الكثير ، والأبتر المنقطع عن كل خير.
ــــــــــــــــ
تنبيه: روى مسلم وغيره عن أنس رضي الله عنه قال: "
بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً, ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا ,فَقُلْنَا :مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ فَقَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ }.
ثُمَّ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَر؟ُ فَقُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ, قَالَ: فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ, عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ , هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ , فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ :رَبِّ إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي, فَيَقُولُ: مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَتْ بَعْدَكَ ". وقد استدل بهذا الحديث كثير من القراء على أن هذه السورة مدنية، وكثير من الفقهاء على أن البسملة من السورة، وأنها منزلة معها.وأما الجمهور فعلى خلاف ذلك.
*** تمت بحمد الله ***


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elshaernet.yoo7.com
DaRsH ELsHaeR
مدير منتديات الشاعر نت
مدير منتديات الشاعر نت
DaRsH ELsHaeR


عدد الرسائل : 676
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 15/11/2007

المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد   المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد I_icon_minitimeالخميس مايو 15, 2008 8:38 am

المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد Besmelah


سورة الماعون

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7) }
ــــــــــــــــــ
* بين يدي السورة:

مكية / مدنية: مكية
الترتيب في المصحف:107
الترتيب في النزول:17
عدد آياتها:7
عدد كلماتها:25
عدد حروفها:112

ـــــــــــــــــــــــــــــ
* سبب النزول: لا يوجد

ـــــــــــــــــــــــــــــ

* التفسير:

{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) }
أي: أرأيت حال ذلك الذي يكذِّب بالبعث والحساب والجزاء؟

ـــــــــــــــــ
{ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) }
«يَدُعُّ» بمعنى يدفع . كما في قوله تعالى : { يومَ يُدَعُّون إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعّا } [ الطور : 13 ]
ومعنى الآية: فذلك الذي يدفع اليتيم بشدة وعنف ويقهره, ويظلمه حقه.ويُسيء إليه.
........................................
{ وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) }
الحض : هو الحث والترغيب.
ومعنى الآية: ولا يحثُّ غيره على إطعام المسكين، ومن هذا حاله فكيف له أن يطعم المسكين بنفسه؟ كما قال تعالى: { كَلا بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ } [الفجر: 17 ، 18]

...................................
{ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5) }
والمعنى: فعذابٌ شديد للمصلين الذين هم عن صلاتهم لاهون، لا يقيمونها على وجهها المأمور به شرعًا، ويؤخرونها عن وقتها. وتأخير الصلاة عن وقتها يحتمل صلاتها بعد وقتها شرعًا، أو تأخيرها عن أول الوقت دائمًا أو غالبًا،واللفظ يشمل هذا كله، و من اتصف بشيء من ذلك فله نصيب من هذه الآية. ومن اتصف بجميع ذلك، فقد كمل له النفاق العملي. كما ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، يجلس يَرْقُب الشمس، حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا" وذلك لأنه أخَّر صلاة العصر إلى آخر وقتها، وهو وقت كراهة، ثم قام إليها فنقرها نقر الغراب، بلا طمأنينة ولا خشوع ولهذا قال: "لا يذكر الله فيها إلا قليلا ". ولعله إنما حمله على القيام إليها مراءاة الناس، لا ابتغاء وجه الله تعالى كما قال تعالى: { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا } [النساء: 142] . وقال هاهنا: { الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ }.
قال بعض السلف : الحمد لله الذي قال [ عن صلاتهم ] ولم يقل " في صلاتهم " لأنه لو قال " في صلاتهم " لكانت في المؤمنين.
تنبيه : الآية فيها وعيد وتهديد لمن يؤخر الصلاة عن وقتها فما بالك بمن يتركها بالكلية؟.
وقال تعالى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً }[مريم :59 ]
وفي صحيح مسلم عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "يَقُولُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ ".
........................................

{ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) }
أي:الذين هم يتظاهرون بأعمال الخير مراءاةً للناس.
واعلم أن الرياء يحبط العمل كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ } [البقرة :264 ] وقال تعالى:{ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [الزمر:65 ]
وفي مسند أحمد – بسند جيد - عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ :أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ , قَالُوا : وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الرِّيَاءُ, يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً؟ ".
وروى البخاري عن جندب رضي الله عنه قال:قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ, وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ ".ورواه مسلم عن ابن عباس.

.........................................
{ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7) }
والمعنى: ويمنعون إعارة ما لا تضر إعارته كالإبرة ، والفأس ، والقدر ، والملح ، والماء و الآنية وغيرها، فلا هُم أحسنوا عبادة ربهم، ولا هم أحسنوا إلى خَلقِه بشيءٍ .
وفي الآية زجرٌ عن البخل بهذه الأشياء القليلة الحقيرة ، فإن البخل بها نهاية البخل .ومن هذا حاله كان لمنع الزكاة وأنواع القُرُبات أولى وأولى.
ـــــــــــــــــ

* البلاغة :
تضمنت السورة الكريمة وجوها من البديع والبيان نذكر منها ما يلي :
1- الاستفهام الذي يراد به تشويق السامع إلى الخبر والتعجيب منه [ أرأيت الذي يكذب بالدين ] ؟
2- الإيجاز بالحذف [ فذلك الذى يدُّع اليتيم ] حذف منه الشرط ، أي إن أردت أن تعرفه ، فذلك الذي يدع اليتيم ، وهذا من أساليب البلاغة.
3- الذم والتوبيخ [ فويل للمصلين ] ووضع الظاهر مكان الضمير " فويل لهم " زيادة في التقبيح ، لأنهم مع التكذيب ساهون عن الصلاة .
4- الجناس الناقص [ ويمنعون الماعون ]ويسمى جناس الاشتقاق.
5- توافق الفواصل مراعاة لرءوس الآيات مثل ( ساهون ، يراءون ، الماعون) الخ.

*** تمت بحمد الله ***

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elshaernet.yoo7.com
DaRsH ELsHaeR
مدير منتديات الشاعر نت
مدير منتديات الشاعر نت
DaRsH ELsHaeR


عدد الرسائل : 676
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 15/11/2007

المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد   المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد I_icon_minitimeالخميس مايو 15, 2008 8:39 am

المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد Besmelah


سورة قريش

{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)}

ــــــــــــــــــــــــ
بين يدي السورة:

مكية / مدنية:مكية
الترتيب في المصحف:106
الترتيب في النزول:29
عدد آياتها:4
عدد كلماتها:17
عدد حروفها:73

ــــــــــــــــــــــــــــ

* التفسير

{ لإِيلافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) }
اللام في قوله{ لإِيلافِ } للتعجب.ومعنى[ الإيلاف ]:الإلف والاعتياد.
وقريش - على الأصح - هم: بنو النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ، فكل من كان من ولد النضر فهو قرشي ، ومن لم يلده النضر فليس بقرشي .
وقيل قريش:هم ولد فهر بن مالك بن النضر , وقريش يأتي منصرفاً إن أريد به الحيّ ، وغير منصرف إن أريد به القبيلة .
ومعنى الآية :اعْجَبوا لإلف قريش، وأَمْنِهم، وانتظامِ رحلَتيْهم:رحلة الشتاء إلى "اليمن"، ورحلة الصيف إلى "الشام"، وتيسير ذلك; لجلب ما يحتاجون إليه.

وذُكر في تفسير الآية غير ذلك:

فقيل: إنَّ اللام في قوله : { لإيلاف } : متعلقة بآخر السورة التي قبلها . كأنه قال سبحانه : أهلكتُ أصحابَ الفيل لأجل تألف قريش . قال الزجاج : والمعنى : فجعلهم كعصفٍ مأكولٍ { لإيلاف قُرَيْشٍ } أي : أهلك الله أصحاب الفيل لتبقى قريش ، وما قد ألفوا من رحلة الشتاء والصيف .
وقال في الكشاف : إن اللام متعلق بقوله : { فَلْيَعْبُدُواْ } . أمرهم أن يعبدوه لأجل إيلافهم الرحلتين ، ودخلت الفاء لما في الكلام من معنى الشرط , والمعنى : إن لم يعبدوه لسائر نعمه ، فليعبدوه لهذه النعمة الجليلة .
..............................................
{ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) }
والمعنى: فليخلصوا العبادة لرب هذا البيت الحرام الذي مكَّنهم من هاتين الرحلتين. ويشكروه على ذلك. كما قال تعالى: { إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [النمل:91]

................................................

{ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) }
أي:الذي أطعمهم من جوعٍ وهم بوادٍ غير ذي زرع ، وآمنهم من خوفٍ والناس يُتَخطَّفون من حولهم .كما قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ }[العنكبوت:67]
. واعلم من استجاب لأمر الله تعالى فأفرده بالعبادة جَمَع الله له بين أمن الدنيا وأمن الآخرة، ومن عصاه سلبهما منه، كما قال تعالى: { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ } [النحل:112-113]

ــــــــــــــــــــــ
* البلاغة :

تضمنت السورة الكريمة وجوها من البديع والبيان نذكر منها ما يلي :
1- الطباق بين [ الشتاء والصيف ] وبين الجوع والإطعام [ أطعمهم من جوع ] وبين الأمن والخوف [ وآمنهم من خوف ] .
2- الإضافة للتكريم والتشريف [ رب هذا البيت].
3- تقديم ما حقه التأخير [ لإيلاف قريش ] والأصل (ليعبدوا رب هذا البيت ) لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف " فقدم الإيلاف تذكيرا بالنعمة.
4- التنكير في لفظة [ جوع ] ولفظة [ خوف ] لبيان شدتهما أي جوع شديد ، وخوف عظيم
ــــــــــــــــــ
تنبيه: أخرج الحاكم في المستدرك (2/536) و البيهقي في مناقب الشافعي (1/34) عن أم هانئ بنت أبي طالب؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فضل الله قريشًا بسبع خلال( 1): أني منهم, وأن النبوة فيهم، والحجابة(2 )، والسقاية فيهم( 3)، وأن الله نصرهم على الفيل، وأنهم عبدوا الله - عز وجل- عشر سنين لا يعبده غيرهم، وأن الله أنزل فيهم سورة من القرآن" ثم تلاها رسول الله: بسم الله الرحمن الرحيم " لإيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ " وقال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي فقال: "فيه يعقوب بن محمد الزهري ضعيف، وإبراهيم صاحب مناكير هذا أنكرها".
وقد حسن الحافظ العراقي هذا الحديث. وللشيخ ناصر الدين الألباني مبحث حول هذا الحديث في السلسلة الصحيحة برقم (1944) وذهب إلى تحسينه، والله أعلم.

*** تمت بحمد الله ***


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

1- الخلة : هي السمة والخصلة والصفة..
2 - الحجابة : القيام بخدمة الكعبة وحفظها وامتلاك مفاتيحها.
3 - السقاية : سقاية الحاج ,وهي سقيهم الحاج ماء به زبيب ونحوه ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elshaernet.yoo7.com
 
المختصرالمفيد في تفسيربعض سور القرآن المجيد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اهلا ومرحبا بكم فى منتديات الشاعر الاسلاميه :: الاسلاميات :: القران الكريم-
انتقل الى: